لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة
لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة، في الإسلام، يحتل الصوم مكانة هامة كواحدة من أهم العبادات التي تقرب المؤمن إلى الله وتعزز روحانيته، يصوم المسلمون في شهر رمضان المبارك، ولكن هناك أيضًا فرص أخرى للصوم خلال السنة الإسلامية، واحدة من تلك الفرص القيمة هي صيام التسع الأوائل من شهر ذي الحجة، وهو الشهر الذي يأتي بعد شهر رمضان ويسبق موسم الحج.
تعتبر التسع الأوائل من ذي الحجة فترة مميزة ومباركة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، إنها فترة يشتد فيها الحرص على العبادة والتقرب إلى الله، حيث يعتقد المسلمون أن الأعمال الصالحة في هذه الأيام تحظى بقبول كبير وأجر عظيم.
لذلك في هذا السياق عبر موقع وطن سوف نتعرف على سؤال لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة، تابع المقال الى نهايته.
شاهد ايضا: جميع الوثائق التي لها شكل إلكتروني ويتم الوصول لها عن طريق الحاسب وتقنياته
لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة
يصوم المسلمون التسع الأوائل من ذي الحجة بسبب الأجر العظيم الذي يحصلون عليه خلال هذه الأيام. وتعتبر هذه الأيام من أفضل الأيام في السنة الإسلامية، حيث يُذكر في الحديث الشريف أن الصيام في هذه الأيام يعد من أفضل الأعمال التي يقبلها الله وأكثرها محبة إليه.
هناك أدلة دينية تؤكد على فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة. ففي سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أفاد بعض الصحابة أن النبي قال: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام”، وذلك في إشارة إلى أيام التسع الأوائل من ذي الحجة.
ومن الأسباب الأخرى التي تدعو المسلمين إلى صيام هذه الأيام هي أنها تسبق يوم عرفة، وهو يوم عظيم في الحج حيث يقوم الحجاج بالوقوف بجبل عرفة، وقد أفاد النبي صلى الله عليه وسلم بأن صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والقادمة.
إضافةً إلى ذلك، يعتقد بعض المسلمين أن صيام هذه الأيام يشمل بالنفع المتواجدين في الحج، حيث يقوم الحجاج بأداء مناسك الحج في هذه الأيام، وصيام المسلمين في أماكن أخرى يُعتبر تعاونًا معهم ومشاركةً في الأجر.
بشكل عام، صيام التسع الأوائل من ذي الحجة يُعتبر عبادة مستحبة في الإسلام، ويعتبر المسلمون الصوم في هذه الأيام فرصة للتقرب إلى الله وتحصيل الأجر الكبير.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ”،[1] وقد ورد في فضل الصيام فيها، ما أخرجه أبو داود في سننه، والنسائي في سننه، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ”.
وعن حفصة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “أربعٌ لم يكُنْ يدَعُهنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: صيامَ يومِ عاشوراءَ والعَشْرَ وثلاثةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شهرٍ والرَّكعتَيْنِ قبْلَ الغَداةِ“،[3] واليوم التاسع من ذي الحجة هو يوم عرفة، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحرص على صيامه ويكثر من الدعاء فيه، وهو من أحب الأيام وأكثرها بركة، فهو اليوم الذي يكفر صيامه سيئات سنة سابقة وسنة قادمة، حيث قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”،[4] أما المنتشر بخصوص فضل أيام معينة من العشر من ذي الحجة أو ربط تلك الأيام بأحداث حدثت فيها، فهي أحاديث ضعيفة وموضوعة ولا اساس لها.